اعداد: ميشيل نجيب دميان
تعريف :
تعريف :
+ فى اللغة
العبرية ، النعمة : Hen
(حن)
+ فى اللغة
اليونانية ، نعمة: Kharis (خاريس)
+ فى اللغة الانجليزية ، نعمة الله :
Grace of God
مفهوم
النعمة:
+ النعمة هى عطية الله المجانية للإنسان وللخليقة.. ولأن الله صالح
وخيّر لذلك فنعمته ممنوحة للجميع مجاناً وبدون سبب ، فالنعمة تشمل جميع
عطايا الله للناس.
+وتظهر نعمة الله جلياً فى الخلق ، فالله خلقنا نعمة من فيض حبه ، وللبشر أعطى نعمة
إضافية هى صورته ومثاله ، فصار لنا
الحياة والخلود والعقل والإرادة والحرية..، نعمة من فيض حبه .
+ ولما خالفنا وصيته وطردنا من حضرته ، خلصنا أيضاً بنعمته
بالفداء الذى صنعة يسوع المسيح على الصليب ، وأخيراً سيدخلنا إلى ملكوته
لنعمته المخلصة.
+ ان النعمة لا تعمل وحدها بل تساند الانسان المجاهد ، وتعينه
وتقويه وترشده طوال الطريق لكن لا
تلغى الحرية البشرية ، ما اعظم عمل النعمة وما أقواه . .
+ فى الحقيقة إن جهادنا لا يخلصنا ، ولكننا لن نخلص بدون جهادنا ؛ فالنعمة فى حالة انتظار ، تنتظر استجابتنا لنتشارك معاً فى خلاصنا .
+ غاية وهدف النعمة خلاص الانسان
والأسرار الكنسية ووسائط النعمة
هى وسائل لعمل النعمة لخلاصنا ونوالنا الحياة الابدية .
+ النعمة قوة خفية تعطى
للإنسان ، تحرك فيه محبة الله ، والرغبة فى التوبة ، تعطيه مشاعر مقدسة ، وتعطيه قوة على السير فى طريق الله وقوة على الصمود أمام حروب العدو واغراءاته .
+ طوبى لمن يكتشف النعمة التى فيه وينهضها بالحب ، طوبى لمن يسمع ويعمل ، ليست الطريق خطرة ولا وعرة ، فالرفيق
فيها قدير ، والنعمة فيها غنية ، والجهاد فيها ميسور " نيرى هين وحملى
خفيف" لأن الرب نفسه يحمل معنا العبء الأكبر، فنعمته غنية واعطانا نعمة فوق نعمة .!
أولا : الله
مصدر النعمة :
+ نعمة الله : أنها نعمة عظيمة جداً " نعمة الله الفائقة" (2كو9: 14) وهى ايضا نعمة كثيرة ومتنوعة جداً " نعمة الله المتنوعة "(1بط4: 10) ويشترك الثالوث القدوس فى عطية النعمة للإنسان ، قال القديس اثناسيوس الرسولى
" توجد نعمة واحدة مكتملة من الآب بواسطة الابن فى الروح القدس." نطلب من الهنا الصالح ان تحل
نعمته علينا دائما " لتكن نعمة الرب الهنا علينا.."(مز90: 17)
+ نعمه الله مخلصة : هدف نعمة الله خلاص
جميع الناس " لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس.." (تي2:
11) هذا هو خلاص الرب الشامل والمجاني للبشرية ، الذى أتمه الرب يسوع بالفداء المجانى "لأنكم بالنعمة
مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله.. " (اف2: 8) قال
القديس أوغسطينوس " ان النعمة هو ما يعطى مجاناً دون النظر الى استحقاقات من يعمل."
+ نعمه الله متفاضله : تعنى نعمة متعددة ومتنوعة جدا ، ونعمة فاضلة جدا
.." وتفاضلت نعمة ربنا جدا مع الايمان والمحبة التي في
المسيح يسوع " (1تي 1: 14) فالله يعطينا نعمته الوفيرة بدون حد "ومن ملئه نحن جميعا اخذنا
ونعمة فوق نعمة." (يو1: 16) قال القديس اغسطينوس"اعرف انك لست شيئاً بذاتك ولا
تعتمد على قواك بل على نعمة الله."
ثانيا : يسوع المسيح إظهار لنعمة الله :
+ النعمة فى المسيح : ففيه كل النعمة وكل الحق وفى المسيح اصبحت نعمة الله
متاحة لجميع الناس "والكلمة صار جسدا
وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا ... لان
الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو1:
17) ان التجسد هو الذى اظهر النعمة الالهية ، قالت قوانين الرسل " فى
ميلاد المسيح اعطيت النعمة للناس."
+ نعمة الخلاص
بالمسيح : ان كلمة الله الأزلي يسوع
المسيح هو نعمة الله العظمى لخلاص البشر.. "بنعمة الرب يسوع المسيح
نؤمن ان نخلص .." (اع 15: 11) واجبنا ان نشكره على نعمة الخلاص " لمدح مجد نعمته التي انعم بها علينا في المحبوب (المسيح) " (اف1: 6) إن المسيح لم يدفع ثمن خطايانا على الصليب فقط ، بل أعطانا
الوسائل التي تجعلنا نعيش في هذه الحياة منتصرين , إننا ننتصر على قوة الخطية بواسطة
النعمة ، قال القديس اثناسيوس " أن النعمة التى ادركتنا كانت مذخره فى المسيح
."
ثالثا :
الروح القدس روح النعمة :
+ روح النعمة: كثيراً ما
كانت تستخدم كلمة نعمة كمرادف لكلمة قوة ، أنها القوة التي حلَّت من الأعالي قوة
الروح القدس فهو" روح النعمة والتضرعات.." (زك 12: 10) والتي هي قوة الله المستقرة في كنيسة
المسيح ، التي تلد المؤمنين بالمسيح ، وتهبهم الحياة وتُكمِّلهم وتجعلهم أهلاً للخلاص
، الذي أكمله الرب يسوع المسيح والنصرة على الشيطان..، قال القديس مار اسحق السريانى "بالروح القدس ننال قوة
لنُقاتل ضد شهوات الخطية والشيطان."
+ الحذر من ازدراء روح النعمة : اى تحقير النعمة وعدم الاهتمام بها ، وعدم طاعة الروح القدس ، ورفض خلاص
المسيح.. الخ " فكم عقابا اشر تظنون
انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى
بروح النعمة." (عب10: 29) وقد حذر المسيح من التجديف على الروح القدس قائلا
" من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب
دينونة ابدية" (مر3 : 29) الذى هو عدم التوبة وعدم
سماع تبكيت الروح ..، قال القديس كيرلس الاورشليمى "لا تحتقر النعمة من اجل مجانيتها ، بل
اقبلها واكنزها بورع."
رابعا : النعمة والجهاد الروحى:
+ الجهاد القانونى : هو بذل الجهد والعمل من جانب
الإنسان ، مع عمل النعمة الإلهية ، لأجل خلاص النفس ، من خلال الكنيسة وممارسة
الإسرار.. " ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا" (2تي2:
5) وهذا الجهاد ضد الذات والخطية والشيطان .. " مجاهدين ضد الخطية" (عب12 : 4) كما إن النعمة تأتي بفيض وبغزارة عند احتمال الضيقات والآلام
والأمراض والإنفصام عن شهوات العالم والجسد والشيطان ، وعند القيام بأعمال جريئة والشهادة
الحسنة ، قال القديس مار اسحق "ان النعمة تقترب من الذين يجاهدون فى سبيل
اسمه ، فيجعلهم ثابتين فى الصبر."
+مؤازرة النعمة فى الجهاد: لان النعمة تقوى
كل من يجاهد لخلاص نفسه "فتقو أنت
يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع"(2تي2: 1) كما ان النعمة
تتحدى الخطية " حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا" (رو
5: 20) إن هدف النعمة أن نتغلب على الخطية ، ويكون لنا نصرة أكيدة على الخطية " الخطية لن تسودكم لأنكم
لستم تحت الناموس بل تحت النعمة" (رو14:6 ) قال القديس مار اسحق "بقدر ما
يجاهد الإنسان ويغصب نفسه ، من اجل الله
هكذا معونة إلهية ترسل إليه ، وتحيط به وتسهل عليه جهاده وتصلح الطريق
قدامه."
+ النمو فى النعمة : النمو فى النعمة هو قانون الحياة الروحية ، وينبغى ان يكون التقدم
ملموساً ، بجهاد داخلى ووعى روحى "ولكن انموا في النعمة وفي معرفة
ربنا وخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين." (2بط 3: 18) قال القديس مقاريوس" كل من شاء ، ان يرضى الله بالحق وينال منه
النعمة السماوية نعمة الروح ، وان ينمو ويكمل فى الروح القدس ، فهو جدير بأن يغصب
نفسه الى وصايا الله كلها ويخضع قلبه لها."
خامسا : وسائط النعمة :
1-اسرار
الكنيسة : تعتبر الاسرار السبعة قنوات للنعمة ، من خلالها يحصل المؤمن على
نعمة الله المتنوعة ، حيث يعمل الروح القدس فى كل سر تقديساً ونمواً وثباتاً
وتجديداً .. ونصبح خليقة جديدة فى المسيح يسوع ، فبالمعمودية ننال الحياة الجديدة ،
وبالميرون ننال ختم الروح القدس وبالاعتراف ننال غفران الخطايا ، وبالتناول نثبت
فى الرب ..الخ ، قال القديس سيرابيون "الأفخارستيا هى قلب العبادة المسيحية ،
والحياة المسيحية وعمودها الفقرى."
2- الايمان : ان الايمان هو اليد التى تمتد لتحصل على النعمة من يد
الله " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية
الله " (اف2: 8) وعلى قدر ثقتك فى نعمة الله تأخذ منه " كل من يؤمن به لا يخزى"
(رو10: 11) اننا نحتاج للنعمة ليزداد ايماننا ويقوى يثبت فى الرب قال
القديس يوحنا الذهبي الفم " إن
الإيمان قادر على صنع العجائب ، وليس بمقدورنا الحصول عليه بدون مؤازرة الروح
القدس."
3- الاتضاع : لأن التواضع يؤهل الانسان للنعمة ويحتفظ بها ، اما التكبر فأنه يفقد
الانسان نعمة الله " يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة"
(يع 4 : 6) فان الكبرياء يسبب السقوط
من النعمة " هكذا (الرب) يعطي نعمة للمتواضعين" (ام 3:
34) قال القديس مار اسحق "ان لم يتضع الانسان لا تقترب منه النعمة ، الاتضاع يتقدم
النعمة ، والعظمة تتقدم التأديب." وقال القديس
أوغسطينوس "ما أعظم قيمة النعمة انها
ترفع قلوب المتواضعين وتسد أفواه المتكبرين."
4- الصلاة : ان الصلاة هى الصلة التى تربط الانسان بالله ، وقد طالبنا الرب
بالصلاة دائما "
انه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل."(لو18: 1) الصلاة هى مفتاح السماء
وبقوتها يستطيع الانسان كل شيء ، ويحصل على النعمة الالهية ، الصلاة شمعة تضىء قلب الانسان المظلم ، قال القديس
يوحنا الدرجى " إن سر دوام النعمة والفضيلة هو فى دوام الصلاة." وقال القديس مار اسحق " وبقدر ما تغصب
ذاتك فى الصلاة تقترب منك النعمة الإلهية ، وتأخذ قوة من الروح القدس."
1-البنوية : هى اثمن عطايا النعمة ، وهدف فداء
المسيح للمؤمنين به " واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد
الله اي المؤمنون باسمه" (يو1: 12) ونعمة التبني هى الثمرة
المباشرة لتجسد المسيح ابن الله " اذ سبق فعيننا
للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته" (اف 1: 5) قال القديس ايرينيئوس " كلمة الله صار انساناً لكى يصير
الانسان ابناً لله." وقال آباء الكنيسة الكبار " ان الغاية النهائية من
سر التجسد ، هى توصيل نعمة التبنى للبشرية."
2- التبرير : نعمة التبرير مجانية لجميع الناس قدمها الرب يسوع ، فالنعمة تبررنا بدم
المسيح الذى سال على الصليب " اذ الجميع أخطأوا واعوزهم مجد الله. متبررين
مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3: 24) ونعمة التبرير
تعطينا الحياة الابدية ، التى وعد بها الرب " حتى اذا تبررنا بنعمته نصير
ورثة حسب رجاء الحياة الابدية" (تي3: 7) قال
القديس كيرلس الكبير "التبرير بالمسيح واسطة لنوال الخلاص."
3- الرحمة : الله غنى فى رحمته ومحبته ، التى تشمل كل البشر
"الله الذي هو غني في الرحمة من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها."
(أف2 : 4) ورحمته دائمة للأبد ، من اجل ذلك " فلنتقدم بثقة إلي عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه" (عب 4: 16) قال القديس يوحنا
ذهبي الفم " ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي ، كما انه ليس اضعف من
الذي يحرم منه." !
4-القوة : النعمة تقوى ضعفنا ، وتسند جهادنا " فتقو أنت يا أبني بالنعمة التي
في المسيح يسوع" (2تي1:2) ان النعمة تعطى قوة روحية للانسان ، وفيها
الكفاية كما قال الرب " تكفيك نعمتي لان
قوتي في الضعف تكمل."(2كو12:9) لذلك
علينا ان نقول دائما " احبك يا رب
يا قوتي"(مز18: 1) ان قوة النعمة هى فى قوة الروح القدس(روح القوة) التى
ترافقنا فى حياتنا "
أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن "(أف16:3) قال
القديس آمون "اقتنوا قوة الروح القدس فيكم حتى يخاف منكم إبليس ويهرب ، وحتى
تقدروا أن تجتهدوا فى كل أعمال الله بإتقان." !
5- الرجاء : الرجاء فى الله هو أعظم رجاء ، لأنه هو الرجاء الأكيد الذى لا يخذل "إن إيمانكم ورجاءكم هما في الله"(1بط1:
21) النعمة تعطى رجاء الغفران والخلاص والنجاة والحياة
الابدية.. "فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها اليكم عند
استعلان يسوع المسيح" (1بط 1: 13) قال القديس اغناطيوس"المسيح رجاؤنا الذي نشترك معه في الحياة الخالدة
إذا عشنا فيه منذ الآن.“
6- الخلاص : أن الخلاص هو الحياة في المسيح ، والسلوك في نور اللـه وحقه ، عالمين أننا
به نحيا، وأن اللـه يحيا فينا .. "ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح
بالنعمة انتم مخلصون"(اف2: 5) فالخلاص هو عملية تغيير وانتقال من
حالة إلى حالة افضل ، الانتقال من الموت إلى الحياة ، وهذا هو نعمة الخلاص " لأنه
قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس."(تى2: 11) لولا هلاك الانسان
لما جاء ابن الانسان، قال القديس إيريناوس "إن يسوع المسيح أتى لكي يخلص جميع
البشر، أعنى الذين ولدوا ثانية لله ، سواء
كانوا أطفالاً أو شباباً أو شيوخاً."
صلاة
ربى والهى إله كل نعمة
الذى اعطانا نعمته الفائقة نعمة فوق نعمة
التي انعم بها علينا في المحبوب يسوع
اننى أثق فيك وفي نعمتك الغنية
أسلمك ذاتي لتُظهر نعمتك فيَّ
املأني بقوتك وفيض بروحك ومواهبك داخلي
لتعطيني أن أتمم مشيئتك فى حياتى
لن أنظر إلى ضعفي أو خوفي بل إلى نعمتك
ومحبتك ودعوتك لي
ومحبتك ودعوتك لي
اجعلنى اعيش لك وحدك كل ايام حياتي .
محتاج روحك القدوس روح القوة
فى جهادى ضد ذاتى وضد الشيطان والخطية
لكى احيا منتصراً بدون عبودية
وأكون محمى فى نعمتك المخلصة الغنية .
وهب لى آخرة صالحة ترضيك
ومن فيض نعمتك اكتب اسمى فى سفر الحياة
لكى يكون لى نصيباً فى سماك
امين
امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق