وعود الله

وعود الله

وعد النجاح


اعداد : ميشيل نجيب دميان 
  +   تعريف :
+ فى اللغة العربية ، النجاح : الظفر وإدراك الغاية او الهدف. 
+ فى اللغة اليونانية ، نجاح :eptukia  
+ فى اللغة الانجليزية ، نجاح : Success
 مفهوم النجاح :
+ النجاح إنّه هو القُدرة على التقدُّم والتطوّر والإنجاز وبلوغ الأهداف المرجُوّة بكفاءة وفاعليّة . فالشّخص النّاجح هو ذلك الشّخص الذي يستطيع أن يُسخّر إمكاناته وطاقاته لمصلحته ولتحقيق ذاته للوصول لغاياته وأمانيه.
+ إنّ النّجاح المسيحي ليس مقياسه الغِنى أو الثّروة، الشُّهرة أو الجّاه . إنّما هو فقط في معرفة الله الذي هو وحده مصدر كلّ نجاح وفَلاح وبركة.
+ النّجاح المسيحي لا يُبنى على عطايا وهِبات أرضيّة زمنيّة يُمكن أن تفنى وتزول لكنّ النّجاح المسيحي هو عطيّة الله المُحب لأبنائه الأحبّاء ، فهو كأبّ يعرف مصلحتهم أكثر منهم ، فإنْ أعطى الصحّة أو سمحَ بالمرض ، أو إنْ أعطى الغنى أو سمحَ بالفقر، أو إنْ هو أعطى بركة ما وحجبَ أخرى ، فليكن علينا في كلّ الأوقات والظّروف أن نقبلَ من يدهِ الصّالحة ما تُقدّمه لنا ، عالِمينَ يقيناً أن الله يجعل كلّ الأشياء تعمل معاً للخير لأولئك الذين يُحبّونه.
 +أنّ النّجاح الحقيقي هو النجاح الروحي ، وان كان فى الماديات يكون بأسلوب روحي . وان يكون فى تحقيق هدف شريف بطرق ووسائل شريفة نظيفة بمعونة الله ولا تخالف وصاياه ، النجاح أيضا يحتاج إلى إيمان وصلاة.
+  يكون لدى الإنسان الرّغبة الحقيقيّة أو الدّافع الصّادق لإدراك النجاح ، ويكون لديه الاستعداد أن يجتهد ليُحقّق النّجاح ،  فالنّجاح ليس مشواراً سهلاً ، لكنّه طريقٌ طويلٌ وشاقٌّ ومُكلِفٌ .. لكى تنجح ضع أمامك دائما سير الناجحين ، قال أحد الشعراء:
 
وما نيلُ المطالِبِ بالتمنّي  
     ولكن تُؤخذُ الدُّنيا غلابا
   جهد الإنسان + مباركة الله = نجاح دائم

   أولا :  الله  مصدر النجاح :
+ النجاح عطية من الله :  إنّ النّجاح الحقيقي مَنبعه ومصدره هو الله " إن اله السماء يعطينا النجاح .."(نح2 : 20) فأن النجاح يعتبر لونا من بركة الله ، وإرادة الله الصالحة تريد النجاح لكل البشر . ان خطة الله لكل واحد منا أن يكون ناجحاً في العمل ، وفي البيت وفي المدرسة وفي الكنيسة، وفي كل شيء .
+ النجاح من الله لحافظى وصاياه : إن الله يعطى النجاح فى الحياة للإنسان الذى يحفظ ويعمل بكلام الله " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح(تنجح)."(يش1: 8)
+ النجاح فى كل الإعمال : وعد الله بالنجاح مشروط بحفظ العهد والعمل بوصيته  "فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون" (تث 29: 9) إن الإحباط واليأس أكبر عوامل الفشل في الحياة ، ولكن الأمل والرجاء والثقة في الله من أعظم عوامل النجاح.
ثانيا : معونة الروح القدس فى النجاح  :
+ روح القوة : لقد أيد الرب يسوع أولاده بقوة الروح القدس لكى ينجحوا فى حياتهم الروحية خاصة " لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة  والمحبة والنصح " (2تي1: 7) اهتم بنجاحك الروحى ، وانتصارك على نفسك من الداخل ، ونجاحك فى حروب الشياطين ، ونجاحك فى عدم مقابلة الشر بالشر، قال القديس انطونيوس "الروح القدس يجعل كل أعمال الله أحلى من العسل وقطر الشهد سواء أكان تعباً أو صوماً أو سهراً أو أعمال رحمة."
+ الامتلاء بالروح : إن امتلاء الإنسان بالروح القدس يعطيه قوة روحية فائقة تمكنه من العبادة بالروح والسلوك بالروح والخدمة المؤثرة " لكي يعطيكم الله بحسب غني مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن "(أف16:3) وهذا يعطى خبرة روحية عميقة بعمل روح الله ، قال القديس آمون "اقتنوا قوة الروح القدس فيكم حتى يخاف منكم إبليس ويهرب وحتى تقدروا أن تجتهدوا فى كل أعمال الله بإتقان".!    
ثالثا : نجاح الأشرار :
 + نجاح زائف مؤقت : قد ينجح الأشرار بطرق شريرة كالغش والخداع والكذب او السرقة ..الخ وهذا نجاح زائف الى حين نهايته الهلاك ، وينصحنا الكتاب المقدس بعدم تقليد الأشرار فى الحصول على نجاح زائف سريع بالغش او بالمال او بالحيلة " لا تغر من الأشرار ولا تحسد الأثمة . لأنه لا يكون ثواب للأشرار سراج الأثمة ينطفئ."(أم24: 19، 20) وقد يظن الشرير أنه نجح في أمر من أمور هذا العالم الحاضر، بينما يكون قد خسر أبديته.
+ ليس نجاحا حقيقياً : إن نجاحهم فى أمور مادية عالمية ، ليس نجاحاً بالحقيقة ، قارن ذلك مع قصة الغنى ولعازر (لو16) الذى كان مصيره النار ، وقصة الغنى الغبى الذى اتسعت كورته  ".. وأقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي.."(لو12) فأتاه الهلاك بغتة ، قال القديس اغسطينوس "الأشرار كالدخان الذى يرتفع وتتسع رقعته ، وفى كل ذلك يتبدد.".
رابعاً : الحياة المقدسة والنجاح :
+ الايمان والنجاح : يدفع الايمان الانسان الى العمل والجهاد والمثابرة بفرح بغير خوف من المستقبل ولا من الناس او المرض او حتى الموت ، اذ يحمل فى داخله الرب القائل " ثقوا انا هو لا تخافوا "(مر6: 50) ويردد القول " ان كان الله معنا فمن علينا."(رو8: 31) وايضا "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا كيف لا يهبنا ايضاً معه كل شىء."(رو8 :32) 
+ التوبة والرجوع الى الله: التوبة ليست غفران الخطايا فحسب ، وانما هى رجوع الى الله الذى فيه كل احتياجاتنا " القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البر"(سي3 : 32) لان عدم التوبة ، والاحتفاظ بالخطية بفقد الانسان النجاح " من يكتم خطاياه لا ينجح ، والذى يقر بها وتركها يرحم ."(أم28: 13)
+ الطهارة والعفة : إن أردت أن تكون ناجحاً في حياتك ، تمسّك بحياة القداسة ، اهرب من الشهوات والإغراءات التي تقودك إلى النجاسة "ولكن الذين هُم للمسيح قَد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5: 24) " أما الشهوات الشبابية فاهرُب منها واتبع البرَّ والإيمان والمحبة والسلام مع الَّذين يدعون الربَّ من قلبٍ نقي" ( 2تيم2: 22) قال القديس اغسطينوس" وضعت قدمى على قمه العالم عندما صرت لا أخاف شيئاً ولا اشتهى شيئاً."
خامساً:  مقومات النجاح  :
1-  الثقة فى الله : الثقة فى تدبير الله لأن " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله " (رو 8: 28) فأن الله يعطى النجاح للواثقين فيه ثقة كاملة " فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة (نجاحات عظيمة)" (عب10: 35) وقد عبر نحميا النبى عن ثقته فى الله ان يعطيه النجاح فى مهمته " إن اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني" (نح 2: 20) فقد كان نحميا النبى يصلى من اجل نجاح مهمته والتى كللها الله بالنجاح "يا سيد لتكن أذنك مصغية الى صلاة عبدك .. وأعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمة أمام هذا الرجل." (نح1: 11) لذلك اطلب النجاح فى صلاتك ، كما إن الكنيسة تصلى " نجاحاً للطلبة وعملاً للمحتاجين" لقد جاء مسيحنا الى العالم ناجحا وغالبا وقال " ثقوا أنا قد غلبت العالم " (يو16: 33) به ننجح فى كل شيء ونغلب وننتصر ، إن الأيمان يدفع الإنسان الى العمل والجهاد والمثابرة بفرح بغير خوف من المستقبل ولا من الناس او المرض او  حتى الموت ويردد القول  " إن كان الله معنا فمن علينا"(رو8: 31)
2- الثقة بالنفس : الإنسان الذى يريد النجاح يكون واثقاً فى نفسه ، مؤمناً بان الرعاية الإلهية تواكب خطواته إذا بذل الجهد المطلوب ويمارس التوكيد "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"(في4: 13) إن الإنسان الواثق من نفسه يكون متواضعاً ، عارفاً قدر نفسه ، وقد وضع شخصه فى المستوى الصحيح بغير ارتفاع عن الحد وبغير انخفاض عن ذلك المستوى ، ويؤكد لنفسه " الله معى ، الله عونى ، الله مرشدى " إن الإنسان الناجح يكون ناجحاً من الداخل ، ناجحاً فى عقله وفى أعصابه وفى صلته بالله ، يكون ذا نفسية قوية لا تتزعزع ولا تضطرب ولا تخاف .. قال القديس كبريانوس "لا توجد نصرة أعظم من نصرة الإنسان على أهوائه."    
3- الأمانة : طوب السيد المسيح الإنسان الأمين فى كل أعماله "فمن هو العبد الأمين الحكيم .. طوبى لذلك العبد." (مت24: 45) كذلك الرب يبارك الانسان الأمين بكثرة البركات "الرجل الأمين كثير البركات والمستعجل الى الغنى (بطرق غير شريفة) لا يبرأ. "(أم28: 20) وتتمثل الأمانة فى الصدق والإخلاص فى العمل وعدم السرقة او الغش او الخداع او الاختلاس..الخ  والأمانة فيما يكلف به الإنسان "غير مختلسين بل مقدمين كل أمانة صالحة  لكي يزينوا تعليم مخلصنا الله في كل شيء"(تي2: 10)  لذلك قال القديس انطونيوس "اجعل الرب أمام عينيك على الدوام أينما سرت."
4- الحكمة : إن النجاح يحتاج الى حكمة وذكاء ، والحكمة باختصار هى التصرف المناسب فى الوقت المناسب وبالأداة المناسبة "أما الحكمة فنافعة للإنجاح"(جا10: 10) فكثيرون يفشلون فى حياتهم الروحية او المادية او العائلية .. بسبب نقص فى الحكمة وحسن التصرف ، او بسبب عدم إفراز فى السلوك الروحى ، فهم يحتاجون الى إرشاد وخضوع لأبوة واعية حكيمة ، ويحتاجون الى صلاة لكى يرشدهم الرب فى طرقه ويمنحهم حكمة من فوق " إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له"    (يع 1: 5) ومن الحكمة النجاح فى حفظ الوصية وأعمال البر " القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البر"(سي3: 32) لذلك النجاح أيضا يحتاج إلى حكمة و ذكاء .
5- المثابرة : إن النجاح يرتبط بعدل الله وهو أن " الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا"(غل6: 7)  فان المثابرة المستمرة نتيجتها النجاح والفوز " إن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا يأخذ الجعالة (الفوز) هكذا اركضوا لكي تنالوا"(1كو 9: 24) إن النجاح الدراسى على درجات وتقديرات امتياز او جيد جدا او جيد او مقبول ، ثابر وجاهد حتى تنال الفوز والنجاح ، ولا تستسلم لأى فشل فى حياتك واصل سيرك مع الله وان فشلت فانهض ثانية مهما كلفك الأمر، النجاح يحتاج إلى قلب قوى . يحتاج إلى شخصية غير ضعيفة ، إلى إنسان لا تهزمه المشاكل ، قال القديس غريغوريوس " يجب أن يكون فينا محبة المثابرة والجهاد".
سادساً : مفاعيل النجاح :
1- النجاح الروحى : النجاح من صفات الإنسان الروحى ، لأن الإنسان الذى يحيا مع الله كل ما يعمله ينجح فيه ، الذى يقال عنه فى المزمور الأول " فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه التي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح فيه.."( مز1) والنجاح هو أن تصل إلى نقاوة القلب وليس فقط إلى تحقيق أغراضك أيًا كانت ، والنجاح هو أن تصل إلى ملكوت الله في قلبك ؛ وكل غرض آخر لك يكون داخل هذا الملكوت. فإن خرج نجاحك عن هذه القيم ، يكون فشلاً لا نجاح . أهتم قبل كل شيء بالنجاح الروحى .
2- النجاح فى كل شيء : نعمة الرب لا تتخلى عن الإنسان الروحى فى اى عمل ، فتكون كل أعماله ناجحة فيكون ناجحاً فى كل شيء ، سواء فى حياته الروحية او فى دراسته او فى عمله او فى أسرته ..الخ ، مثال يوسف الصديق كان ناجحاً ومحبوباً فى كل عمل يعمله وفى كل اعماله "وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا ..وكل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده.." (تك39: 2، 3) السر الأول لنجاحه هو وجود الله معه في كل حين وكل مكان. السر الثاني يكمن في شخصية يوسف الروحية والأخلاقية . السر الثالث وراء نجاح يوسف هو أمانته واجتهاده وإتقانه لكل عمل يوكل إليه .
3- الفرح بالنجاح : أول شيء هو البركة  وطاعة الوصية . كل نجاح هو فرح لكثيرين ، فرح للشخص الناجح ، وفرح لأسرته وأحبائه ، وفرح للكنيسة كلها ، وربما للمجتمع بوجه عام ، وفرح للملائكة وأرواح القديسين.. " ايها الحبيب في كل شيء أروم (أريد) أن تكون ناجحا (فى العمل) وصحيحاً (بصحة جيدة) كما إن نفسك ناجحة" (3يو1: 2) تذكر أنك صورة الله ، والذى على صورة الله يكون ناجحاً دائماً.  
صلاة
ربى والهى إله كل نعمة
الذى اعطانا نعمته الفائقة نعمة فوق نعمة
التي انعم بها علينا في المحبوب يسوع .
تسبحك نفسى يا من خلقتنى على صورتك
واخضعت كل شىء تحت قدمىّ
وهبتنى العقل والحكمة ، لأحيا ناجحا دائماً.
اراك فى كل شيء تتقدمنى
تباركنى وتقودنى دوماً فى طريق النجاح
 تهبنى صحة وشبعاً وفهماً
استلم حياتى وأعمالي وتقدم كل خطواتى
وافتح لى الطريق فتهلل نفسى
لأنك يارب حولت حياتى الى فرح لا ينقطع
متى يا ربى أراك وجهاً لوجه
فأقبل يديك اللتين صنعتانى واسجد شاكراً لك
واجعل لى نصيباً فى ملكوتك السماوى
لأن لك القوة والمجد الى الأبد
امين .

هناك تعليق واحد: