وعود الله

وعود الله

وعد البركة

اعداد : ميشيل نجيب دميان 
+ تعريف :
  + فى اللغة العربية ، البركة : النماء والزيادة
    + فى اللغة اليونانية  ، البركة :    Eulogia    
+     فى اللغة الانجليزية ، البركة : Blessing
+ مفهوم البركة :
+ البركة هى كل نعمة ننالها من الله - حتي وإن كانت غير منظورة -  ولكن لها أثر منظور نلمسه فى حياتنا وبيوتنا وأعمالنا وممارستنا اليومية ، فتصير حياتنا غنية بنعمة وبركة الرب وعمله
+ تأتي كلمة " البركة" في الكتاب المقدس لتدل علي عدة مفاهيم مختلفة :
أول مفهوم للبركة هو بركة الله للإنسان :  وعد الرب أولاده الأمناء بان يبارك حياتهم ، وعن هذه البركة تحدث الكتاب ، عن شخصية أبونا ابراهيم أبو الآباء الذى باركه الله وعظم اسمه ويكون بركة وتتبارك فيه جميع قبائل الأرض. وقد بارك الله اسحق ويعقوب ..الخ كما سجل الله فى سفر التثنية (28) البركات التى يمنحها الله لحافظى وصاياه ، وايضا اللعنات التى تصيب المخالفين وصايا الله
+ المفهوم الثاني للبركة هو أن يبارك الإنسان الله : وهو أن يدرك الإنسان ويقرر أن الله هو مصدر البركات في حياته ، فيبدأ يبارك الرب   ويلهج بحمده ويشكره .. "باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته."
+ وهناك نوع ثالث من البركة هو أن يبارك الإنسان أخيه الإنسان : ومن هذا النوع أيضا كانت بركة رؤساء الآباء للأبناء ، وايضا بركة الوالدين لأبنائهم ، وعن هذا النوع من البركة كان الكاهن في العهد القديم يبارك الشعب ..
  + والبركة هي طلبة تتكرر كثيراً في صلواتنا الطقسية ، ففى صلاة القداس الالهى يطلب الكاهن البركة للمصلين "بركة وسلام لجميعكم" كما يبارك الأب الكاهن الشعب فى نهاية كل اجتماع قائلاً   : " ليتراءف الله علينا وليباركنا
+  لتكن مطيعاً للوصية ، حكيماً فى التصرف وثابتاً فى الايمان ، وستختبر بركة الرب الغنية " تاتى عليك جميع البركات وتدركك"(تث28: 2)

+ اولاً  : الله مصدر البركة:
+ البركة من الله : فهو مصدر كل البركات التى  لا تعد ولا تحصى لكل البشر على مر الزمن لأنه "يعطى (الله)  الجميع (بركات) بسخاء ولا يعير" ( يع 1: 5) وعد الله للإنسان ان يبارك حياته وعمله وممتلكاته وكل ما تمتد اله يده ..
+ مراحم الرب كثيرة : مراحم لكل الخليقة حتى مع الأشرار، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ، ورحمته دائمة معنا كل حين  " كثيرة هى مراحمك  يارب" (مز 119 : 156 )
+ الله صانع الخيرات : وكل اعماله هى خير وبركة للإنسان ، ومعطى جميع الخيرات والبركات " الرب يعطى الخير(البركة) أرضنا تعطى غلتها"( مز 85 : 12 )
+ النعم التى تهبها لنا البركة : يقول وعد الرب فى الكتاب " مباركاً تكون فى المدينة ومباركاً فى الحقل ومباركة ثمرة بطنك وثمرة ارضك وثمرة بهائمك.. مباركاً تكون فى دخولك ومباركاً فى خروجك.."(تث28: 3-6) ان يدرك الانسان ان الله هو مصدر البركات فى حياته فيحمده ويشكره
ثانياً  : البركة فى الرب يسوع:

+ فى معجزاته كان يبارك : ففى معجزة إشباع الجموع من خمس خبزات وسمكتين " رفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم وقسم السمكتين للجميع.. "  (مر6:  41) فاكلوا جميعاً وشبعوا وجمع التلاميذ الكسر اثنى عشر قفة ، حتى لا يضيع شيئاً ، ان البركة والنظام معا ، النظام يساعد على البركة .
+ بارك الخبز والخمر فى العشاء الرباني : فى يوم خميس العهد " اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي .."  (مر14: 22) دعى التناول بركة " كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح.. " (1كو10: 16) من القداس " يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمَنْ يتناول منه. "    
+ اعطى بركات روحية : بارك الجموع وبارك الأولاد (مر10:16) فى صعوده بارك تلاميذه  على جبل الزيتون فى يوم الاربعين واعطاهم السلطان وارسالية الخدمة لأنحاء العالم   "وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد الى السماء.. " (لو 24 : 51) لأن المسيح فيه كل بركه روحيه لكل المؤمنين به " مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات " (أف1: 3) والمسيحيون الذين نالوا "عربون ميراثنا" (أف 1 :14) قد دُعوا ليكونوا     " مباركي الآب" (مت 25:34) فلا يحقّ لهم بعد ذلك أن يلعنوا ، بل أن يباركوا حتى الذين يضطهدونهم (لو6 :28) "باركوا لاعنيكم" (مت5: 44)
  ثالثا: كيف نبارك الله  ؟
+ بحمد وشكر الله : أن نقدم له الحمد والشكر دائما لأجل نعمه وبركاته التى منحها لنا  "باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته"(مز103: 1، 2) ففى البصخة المقدسة إذ نصلي قائلين " لك المجد والبركة والعزة إلي الأبد أمين يا عمانوئيل إلهنا وملكنا ."
+ بتسبيح وتمجيد الله : التسبيح والتمجيد هى الغاية التى يجب أن تهدف إليها الصلاة الحقيقية  "بتسبيح الرب ينطق فمي وليبارك كل بشر اسمه القدوس الى الدهر والأبد"(مز145: 21) فمن الهوس الثالث من التسبحة  " مبارك أنت أيها الرب اله آبائنا ومتزايد بركة ومتزايد علوا إلى الآباد." إن التسبيح هو لغة السمائيين الدائم من ملائكة وقديسين فى السماء " قائلين آمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا الى ابد الآبدين آمين"(رؤ7 :  12)
رابعا: كيف نحصل على البركة ؟
1- الطاعة : الطاعة الحقيقية لله بالعمل بوصاياه  بالإيمان الذي يستقبل كلمة الله ويترجمها إلى أفعال  " ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم"(يع1: 22) وأن تكون الطاعة بقدر طاقة الإنسان ، وأن تركز الطاعة على الوصية الجديدة ، أي ناموس المسيح ، أي ممارسة المحبة في كل ما نفعل ونعمل " أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه (يعملون به)"(لو11: 28) قال القديس انطونيوس " كل الوصايا ليست ثقيلة ولا صعبة (التطبيق) ولا متعبة (فى تنفيذها) بل هى نور حقيقى وسرور أبدى لكل من أكمل طاعتها."
2- العطاء : فمن يزرع خيرا يجد أيضاً خيراً . وبقدر ما نعطى ننال بركات "على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك "(تث16: 10) إن العطاء للفقراء له بركة وفيرة والمعطى لن يحتاج " الصالح العين (عين الرحمة) هو يبارك لأنه يعطى خبزه للفقير"(أم22: 6) "من يعطى الفقير لا يحتاج"  (أم28: 27) قال القديس باسيليوس الكبير " إن الخير الذى يفعل بالقريب يرتد الى فاعله ."
3-الشكر : لأنه ليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر "لأن جميع الأشياء هي من أجلكم لكي تكون النعمة وهي قد كثرت بالأكثرين تزيد الشكر لمجد الله" (2كو  4 : 15) قال القديس مار اسحق "ليست موهبة بلا نمو وازدياد إلا التى ينقصها الشكر . فم يشكر دائما يقبل البركة من الله تعالى ، وقلب يلازم الحمد والشكر تحل فيه النعمة."  فالتسبيح والشكر هو التعبير عن الاعتراف بالجميل لما يقدمه الله لنا من بركات ونعم ، ونتيجة الشكر والتسبيح يغمر الله بركته وعطيته للإنسان أكثر فأكثر .
4- الامانة: المسيحي هو قدوة فى الأمانة فيكون أمينا فى كل شيء "غير مختلسين بل مقدمين كل أمانة صالحة لكي يزينوا تعليم مخلصنا الله في كل شيء. " (تى 2: 10) اى أن يكون الانسان أمينا نحو الله وعبادته ونحو نفسه وأسرته ونحو عمله ووطنه ..الخ   "الأمين في القليل أمين أيضا في الكثير .."(لو16: 10) والأمانة فى استخدام المال والعطايا والمواهب..الخ وحسن استخدامها فى خدمة الآخرين وعدم استخدامها فى الشر او الخطية او الأذى .. الخ  فمن تعاليم الرسل (الدسقولية) "كن منشغلاً بما هو للرب (أمين نحو لله) أو مشغولاً بعملك (أمين نحو عملك)  ولكن لا تكن عاطلاً."
خامساً : سمات بركة الله :
1-   البركة الشاملة : إن بركات الله كثيرة منها الروحية والمادية ، والله يعطى بركاته للسامعين وعاملين بوصاياه " البركة إذا سمعتم لوصايا الرب ألهكم"(تث11: 26) وتشمل البركة الروحية : النعمة والغفران والسلام والطمأنينة ..الخ "(الله) الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح"(أف1: 3) وتشمل البركة المادية :  الصحة والكفاية فى الدخل والأبناء الصالحين ..الخ   "طوبى لكل من يتقي الرب ويسلك في طرقه ،  لأنك تأكل تعب يديك طوباك وخير لك ،  امرأتك مثل كرمة مثمرة في جوانب بيتك بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك ، هكذا يبارك الرجل المتقي الرب" (مز128: 1-4) إن عمل البر يجلب البركة كما ان  فعل الشر يعوق البركة .
2-  البركة الدائمة : بركة الرب دائمة ومستمرة لأحبائه " لكي تحل عليك البركة منه وتبقى بركته الى المنتهى"(سيراخ3: 10) فأن بركة الرب للأتقياء حيث طاعة الرب وحفظ وصاياه تجعل الإنسان يحيا فى بركة عظيمة  "هكذا يبارك الرجل المتقي الرب." (مز128: 4) فأن الأمانة أمام الله والناس تأتى ببركات عديدة "الرجل الأمين كثير البركات."(أم28: 20) وتشمل بركة الله النسل والذرية  "اسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك"(أش44: 3)
3- البركة الكافية : إن الله يبارك  فى القليل حتى يكفى يزيد ايضا  " القليل الذي للصديق خير من ثروة أشرار كثيرين"(مز37: 16) " بركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعبا."(أم10: 22) فأن مشاركة الآخرين فى البركات التى يعطيها لنا الله يزيدها وينميها "لأن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد."(2كو9: 6) وبركة الرب فيها الكفاية والقوة والمعونة ..الخ ، وتكتمل فى ضعفنا كقول الرب لبولس الرسول " تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل"(2كو12: 9) قال القديس كيرلس الاورشليمى " لا تحتقر النعمة من اجل مجانيتها بل اقبلها واكتنزها بورع."
سادساً   : مفاعيل البركة :
1- التكريم والتمجيد : وعد الله السالكين حسب وصاياه بكرامة ومجد "مباركا تكون فوق جميع الشعوب"(تث7: 14) وهذا المجد ليس من العالم او من الناس بل نعمة وبركة من الله فهو "حرية مجد أولاد الله(رو 8: 21) وتشمل البركة النسل الصالح المبارك  "طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه ، نسله يكون قويا في الأرض جيل المستقيمين يبارك " (مز112: 1-3) فان الله يكرم المتضعين "ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة"(ام22: 4) قال القديس مار اسحق السرياني  " ليس من سبيل إلى وضع أساس متين من الفضائل إلا بالاتضاع وانسحاق النفس."
2- الصحة والشفاء : كثير من الأمراض هى عواقب للخطية لذلك من نعم الرب على أولادة الصحة الروحية والجسدية " ويرد الرب عنك كل مرض"(تث7: 15) فأن الله يشفى كل أمراضنا الروحية والجسدية " الذي يغفر جميع ذنوبك (شفاء روحى) ، الذي يشفي كل أمراضك (شفاء جسدي)"(مز103: 3)
3- الخير والإثمار : خير الرب الذى يشمل كل جوانب الحياة " يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك وفي كل ما تمتد إليه يدك.. ويزيدك الرب خيرا.. " (تث28: 8 ،10) قال القديس اغسطينوس "القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع همّ."  فأن الاثمار الروحية هى فى ظهور ثمار الروح والأعمال الصالحة في حياة المسيحي" وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"(غل5 :22) " مثمرين في كل عمل صالح" (كو1: 10)  قال القديس مرقس الناسك "لا توجد فضيلة منفردة بذاتها تفتح باب طبيعتنا ، ولكن كل الفضائل يجب أن تتضافر معا بالتتابع الصحيح."
4-   بركة الصلاة : بالصلاة يمنح الله بركاته للذين يسألونه " أسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم.. ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه"(مت7: 7، 11) وبالصلاة تحل بركة الرب بالبيت " يبارك (الرب) مسكن الصديقين."(أم3: 33) فأن صلاة تبريك المنازل الجديدة لها بركة كبيرة ،  وصلاة مسحة المرضى ، وأدعو الأب الكاهن للصلاة فى بيتك  " لتحل البركة على بيتك" (حز44 : 30) اطلب الله أن يبارك حياتك وأولادك وعملك وخدمتك..الخ
يارب اننا نتوسل اليك ان تباركنا وان تعرفنا
 الطريق  الذى تريدنا ان نسلك فيه .

صلاة
ربى والهى يا مصدر الجود والبركات
الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات
 اشكرك لأجل بركاتك الجزيلة
اسبحك وامجدك وابارك اسمك القدوس.
لتكن يارب بركتك فى حياتى  
تباركنى وتقودنى دوماً فى طريق القداسة
وتهبنى صحة روحية وجسدية .
استلم حياتى وأعمالي وتقدم كل خطواتى
بارك يارب خدمتى لتكون مثمرة
واجعلنى ان اقدم بركتك لكل انسان محتاج
بارك يارب بلادنا وكنيستنا وشعبنا
وسهل لنا طريق التقوى
اعطينا النصرة على ابليس وكل محارباته
باسم المسيح يعظم انتصارنا
اجعل لنا نصيباً فى ملكوت السموات  
لأن لك القوة والمجد والبركة

الى الأبد امين .

هناك 5 تعليقات:

  1. اشكركم على هذا المقال والبحث وان كاصغيرافي صفحاته ولكنه دسم في معانيه, ولكن هناك مشكلى بالنسبة لي ارجو ان يتسع صدركم لي بالنسبة يبارك الانسان الرب بحثت في معاجم اللغة ووجدت ان الله هو الذي يعطي البركم وحاولت ان اجد مثالا حتى يجوز فهمها على الاعتراف بان الله مصر البركات فلم أجد وطبعا انا مقتبع بأن الحرف يقتل لكن هل هناك ترجمة أخرى بمعنا "ليحمد وليشكر الانسان الرب" ما معناها في العبري - في اللغة القبطية نستخدم اسمو ايروف بمعنى سبحوه وعندما نقول تين هوس ايروك تين اسنوايروك تترجم نسبحك نباركك فمتى وجدتك اجابة لفهمي المتواضع في اللغة اكون شاكرا لأنني بصراحة اصمت عند القول باللغة العربية واحاول ان اقولها بالقبطية بصوت نتخفض جدا تقبلوا تحياتي وعظيم احترامي - مراد جرجس mourad714@yahoo.com

    ردحذف
  2. آميييييييييين ربنا يبارك ويعطيكم العافية

    ردحذف
  3. امين الرب يبارككم موضوع جدا مهم وكنت محتاجة اتعلم ما هي بركة الرب وكيف تاتي نشكر الرب كل حين

    ردحذف
  4. نشكر الرب من اجل كل بركاتة العظيمة لنا المشرق شمسة على الأبرار والأشرار

    ردحذف
  5. من يدك واعطيناك يارب علمنا ان نكوك مباركين ونبارك من حولنا لانك انت يارب مصدر البركة فى حياتنا دائما

    ردحذف