وعود الله

وعود الله

وعد النصرة

اعداد : ميشيل نجيب دميان 


تعريف : 
+ فى اللغة العربية ، النصرة : النَّصْر والعَوْن
+ فى اللغة اليونانية ، نصرة او غلبة : Epikratisei 
+ فى اللغة الانجليزية ، نصر او نصرة : Victory 

مفهوم النصرة :
+ الله زوّد كل مسيحي لكي يعيش حياة منتصرة دائما ، مع أن وجود آخرين غير منتصرين في حياتهم لا يعني أن الله لم يزوّدهم ، الله أعطى أولاده السلطان لكي يعيشوا منتصرين على الأرض.
+ الغلبة هي عطية من الله ، نحصل عليها بالإيمان ، "هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا " الله قد أعطى الغلبة لكل شخص مولود من الله . هذا الإيمان يجعلنا نؤمن ونحصل ونعترف ونعمل بهذه الغلبة بيسوع المسيح.
+ لا يوجد انتصار بدون اتحاد مع ربنا يسوع المسيح ، بشركة الآب والابن والروح القدس بالصلاة والتأمل في الإنجيل وممارسة الاسرار المقدسة والحياة المقدسة...
+ الغلبة بالمسيح ليست مؤقتة ، في الله يمكنك أن تكون غالبا دائما ومهما كانت ظروفك لأن الله لا يتغير أبدا ، ننتصر كل الانتصار يعني ننتصر على كل عقبة ، على كل عائق ..الخ باسم ربنا يسوع هو ينجينا من جميع شدائدنا .
+ الله قد زوّدك بالأسلحة الروحية التي تُعطيك سلطان لتهدم كل حصون الشيطان الذي يقوم ضدك ، ولا توجد عند إبليس قوة تقوى على أسلحة الله. اسمك القدوس يا ربى يسوع هو ناصر لنا فى جميع ضيقاتنا
+ لقد غلب ربنا يسوع المسيح الموت والشيطان.. ، عندما قام يسوع غالبا من القبر، غلب قوات الظلام .. ، فعل هذا لنا ، لأن الإنسان كان محتاج إلى الانتصار.
+ لا يمكن لأحد أن يأخذ مجدا في نصرته في هذه الحياة ، لأن كل مجد هو لله ، فهو يستحق شكرنا على نصرتنا ، فقد أعطانا الله النصرة على الشيطان والخطيئة والمرض والخوف. 
+ ان قوة انتصارات الإيمان المسيحي ، هى بالنعمة الالهية ، وثبات العقيدة تنتشر الكرازة

أولا : الله مصدر النصرة :
+ النصرة من الله : النصرة حقيقية من الله ، الذى يعطى النصرة من عنده " الفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن الرب." (ام21: 31) علينا ان نأخذ بأسباب النصر فى كل أمورنا ، ونترك تحقيق النصر لله. 
+ الله يريدنا منتصرين : منتصرين على الشر والخطية وعلى العالم الفاني وعلى ابليس وجنوده " في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا." (رو8 : 37) علينا ان نقول دائما " النصر بالله" (2مكا13: 15) قال القديس باخوميوس " لا تخل قلبك من ذكر الله أبدأ لئلا تغفل قليلا فيستظهر عليك الأعداء المترصدون لاصطيادك."

ثانيا : النصرة فى المسيح :
+ هدف المسيح هو نصرة الحق : حيث انه هو الطريق والحق والحياة ، واله حق من اله حق، وتحققت فيه نبوة اشعياء " قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة"(اش42: 3) (مت 12 : 20) 
+انتصاره فى حياة البر: ومن جهة البر كان منتصرًا ، فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها (عب 4: 15) وقد تحدى اليهود قائلاً "من منكم يبكتنى على خطية؟!" (يو8: 46).
+ انتصاره على ابليس : لقد قدم لنا السيد المسيح في تجسده الصورة المثالية لحياة الغلبة والانتصار إذ كان منتصرا في كل شيء ؛ لقد انتصر في كل حروب الشيطان ، كما في التجربة على الجبل (مت 4) 
+انتصاره على العالم : بكل مغرياته وشهواته ومقتنياته إذ قال "ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33) وانتصر ايضا في كل حواراته مع الكتبة والفريسيين والصدوقيين وكل قيادات اليهود (مت 21) وقد كسب محبة الناس فقيل عنه" هوذا العالم قد ذهب وراءه"(يو12: 19)
+ انتصاره على الموت : انتصر وهو على الصليب ، إذ أمكنه أن يقدم فداء وخلاصًا للعالم كله ، وداس على الموت بموته(عب 2: 14، 15) كما انتصر على الموت بقيامته "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات يسوع المسيح ربنا" (رو1 : 4) 
+ المسيح اعطانا النصرة : انتصارات المسيح كانت من اجلنا لكى يعطينا النصرة " شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين" (2كو2: 14) اننا فى المسيح وبقوته اعظم منتصرين " في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا"(رو8 : 37) ومن ابصالية يوم الاثنين من التسبحة " كل من يقول : ياربى يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو. " 

ثالثا : الروح القدس روح النصرة :
+ النصرة الالهية : ان غياب عمل الروح القدس ، هو احد الاسباب الرئيسية التى تحرم الكثيرين من الحياة المنتصرة ، لأن الروح القدس هو سر الحياة المنتصرة ؛ على الذات والعالم والشيطان.. "لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم ابناء الله" (رو8: 14) دع الروح القدس يملك على كيانك لتستطيع ان تحيا فى المسيح منتصراً " احيا لا انا بل المسيح يحيا فىًً "(غلا 2 :20) 
+ انتصار المسيحية : جامعيتها كانت سبب في انتشارها فخاطبت قلوب الناس جميعاً ، وبعمل الروح القدس ، فالدعوة هي للجميع ، للفقير والعظيم ، للمُتعلِّم والبسيط ، وكل أحد يتجاوب مع الدعوة حسب قبوله واستجابته ، وهكذا قدمت المسيحية لكل جنس ولون ولِسان ما يُشبِع اشتياقاته للحياة الأبدية فى السماء "من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل." (رؤ 7: 9)

رابعاً : القديسون والنصرة : 
+ انتصار الايمان : بسبب كرازة الرسل وجهادهم فى الحفاظ على الايمان ونشره ، مثال بولس الرسول الذي قال "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعى حفظت الإيمان وأخيرًا وضع لي أكليل البر.."(2تى 4: 7) والذي وقف أمام ولاة وملوك وخرج منتصرًا (أع 21: 28) ومثال اثناسيوس الرسولى الذي انتصر على هرطقة أريوس والأريوسية ، وقيل له "العالم كله ضدك" فقال "وأنا ضد العالم".
+انتصار الشهداء : مثال الشهداء والمعترفون انتصروا على كل التهديدات وعلى السجون ، وعلى العذابات وثبتوا على الإيمان، وقابلوا الموت ببسالة عجيبة ، وكانوا مثالاً رائعًا جذب الكثيرين إلى الإيمان ، لذلك تكرمهم الكنيسة تكريمًا عظيمًا ، ونقول إن دماء الشهداء هي بذار الإيمان.
+ انتصار الرهبنة : كل آباء الرهبنة الكبار، والنساك والمتوحدين والسواح وكل صفوف "الملائكة الأرضيين أو البشر السمائيين" كما سماهم التاريخ.. هؤلاء الذين انتصروا ثابتين في حياة الوحدة والصلاة والتأمل والموت عن العالم ، والبعد عن المناصب والشهرة..

خامساُ : وسائل النصرة : 
1- بالمسيح : ان الانسان لا يحقق نصرة روحية بمفرده ، لكننا نعلم ان المسيح قد هيأ لنا كل ما نحتاجه للنصرة بعمل صليبه وقيامته " شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو15: 57) فالإنسان الذى يواجه ابليس والعالم وجسد الخطية كأعداء لحياته الروحية ، يجد فى المسيح والروح القدس كل الدعم الذى يحتاجه للنصرة والقوة " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني." (في4: 13) إن أردت أن تنتصر، التصق بالمسيح، اجعله يحارب عنك خذ منه القوة التي بها غلب العالم فتغلب" يعظم انتصارنا بالذى أحبنا"(رو8: 37) الرب ينتصر فينا حينما نسلمه إرادتنا، نسلمه تدبير أمورنا ، لأنه يستحق كل شكر " شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين .."(2كو2: 14) قال القديس يوحنا الدرجى "اسم يسوع سلاح لا يوجد اقوى منه فى السماء أو على الأرض." 
2- بإيماننا : حياة الإيمان لا ترى شيئاً مستحيلاً على الرب "غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (لو18: 27) الإيمان هو الثقة بوعود الله ، فى النصرة والغلبة على العالم الموضوع فى الشر والخطية والشيطان .." لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا." (1يو5 : 4) حياة النصرة لا تعتمد على العوامل الخارجية ، انما تعتمد فى النصرة على الايمان وعلى جوهر القلب من الداخل ، والقلب القوى بالله حصن لا يقهر بل منتصر دائما ، قال القديس مار اوغريس " كل فكر يحاربك ضع امامه وصيه حينئذ يضعف وتنتصر عليه."
3- بجهادنا : بمعونة الروح القدس وجهادنا الروحي ننتصر على كل خطية والعالم الشرير " مجاهدين ضد الخطية .. " (عب 12: 4 ) يجب عدم التهاون مع اى خطية مهما كانت صغيرة ،لأنها يؤدى الى خطية اكبر واكثر..الخ قال القديس يوحنا ذهبي الفم " كل خطية تبدو بسيطة وغير هامة تقود الى خطايا اكبر لذا يجب مقاومتها فى بدايتها وسحقها بقوة المسيح ." لقد أعطت سِجِلات قديسي الكنيسة بُرهانًا على صِدق الإيمان وعلى القوة الإلهية التي يمنحها الله للمؤمنين باسمه ، فى جهادهم الروحي والتي ترفعهم لأسمى درجات القداسة والطهارة والشهادة واختباراتِها. قال القديس مار اسحق " الموت فى الجهاد خير من الحياة فى السقوط." وقال القديس مقاريوس الكبير " لا غلبة بدون قتال (جهاد روحي) ولا إكليل بدون غلبة."

سادساً : مفاعيل النصرة 
1- النصرة على الذات : الذات هى العدو الداخلي ، التى تميل للخطية والطبيعة الفاسد.. "ولا تقدموا اعضاءكم آلات اثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الاموات واعضاءكم آلات بر لله."(رو6: 13) وتظهر الطبيعة الفاسدة فى تمركز الانسان حول ذاته وشهواته... الخ " لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله. "(2كو7 : 1) فيجب اماته الذات المتغطرسة ، التى تظهر فى الانانية والكبرياء ومحبة الذات واللذات.." محبين للذات دون محبة لله" (2تي3: 4) علينا ازاحة الذات ، ووضع المسيح مكانها فالانتصار الحقيقي هو انتصار الإنسان على ذاته وليس على غيره قال القديس كبريانوس " لا توجد نصرة أعظم من نصرة الإنسان على أهوائه."
2- النصرة على العالم : العالم بمعنى المبادئ والقيم التى يحكم بها ابليس العالم ، فهو رئيس هذا العالم ، وايضا العالم بمعنى محبة الاشياء التى فى العالم .."لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم ان احب احد العالم فليست فيه محبة الاب" (1يو2: 15) فان العالم فانى وزائل ووضع في الشرير... "والعالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد" (1يو2 : 17) علينا ان ننتصر على العالم بشهواته ومغرياته.. ، وليس الانتصار على البشر، فليس لنا اعداء ، قال القديس موسى الاسود "اختبر نفسك كل يوم وتأمل فى أى المحاربات انتصرت." !
3- النصرة على ابليس : هو العدو الرئيسي الخارجي ، علينا اليقظة والاستعداد له "اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو قاوموه راسخين في الايمان.."(1بط5 : 8) وللانتصار على ابليس وجنوده يلزمنا ان نلبس سلاح الله الكامل "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.. "(اف6 : 11-16) فنحن كأولاد الله وبنو الملكوت فى صراع روحي مع قوى الشر" فأخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم " (يع4: 7) ان ابليس عدو مهزوم غلبة المسيح واعطانا النصرة والغلبة عليه.. "واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا.." (رو16: 20) انه المخلص والصديق واهب السعادة والمنقذ القائد والمرشد .. قال القديس مار اسحق "بالروح القدس ننال قوة لنقاتل ضد شهوات الخطية والشيطان"! 
4- مكافأة النصرة : حياة الانتصار مفرحة من أجل الوعود التي أعطاها الرب للغالبين. وقد سجلت في الرسائل التي أرسلها الرب إلى الكنائس السبع التي في آسيا (رؤ2، 3)السيد المسيح يريدك أن تغلب، وأن تجلس معه في عرشه، في الملكوت الأبدي ، وإن كنت من الغالبين ، وتلبس ثيابًا بيضًا، وتصير عمودًا في هيكل الله ويصبح لك سلطان، وأسمك في سفر الحياة ، بل يكون لك اسم جديد وإن غلبت تسكن في مدينة الله ، في أورشليم السمائية مع الله والملائكة والقديسين (رؤ21) وترث الملك المعد للأبرار منذ تأسيس العالم (مت25: 34) وتتمتع بما لم تره عين، ولم تسمع به إذن، ولم يخطر على قلب بشر(1كو2: 9) كل هذه الأمجاد للغالبين.

صلاة

يا ربنا يسوع الحبيب 
يا من انتصرت على ابليس على الصليب 
يا من اعطيتنا النصرة .
اننا فى المسيح وبقوته اعظم منتصرين 
اعطينى النصرة دائماً 
لكى احيا منتصراً على الشيطان والخطية.
ففى المسيح استطيع كل شيء. 
أعطى أولادك النصرة والغلبة 
لكي يعيشوا منتصرين على الأرض.
وان ينتصروا على العالم بشهواته ومغرياته 
وعلى الشيطان وكل حروبه. 
لأننا يعظم انتصارنا بالمسيح الذى احبنا 
اجعلنى من ضمن الغالبين 
لأنك وعدت الغالبين بملكوت السموات 
واجعلنى أهلاً للسكنى فى سماك. 
لأن لك القوة والمجد الى الأبد 
امين

هناك تعليق واحد: