وعود الله

وعود الله

وعد السلطان

اعداد: ميشيل نجيب دميان 

 تعريف 
+ فى اللغة العربية ، السلطان : القدرة والنفوذ 
+ فى اللغة اليونانية ، سلطان :Exousia  
+ فى اللغة الانجليزية ،سلطان : Authority
مفهوم السلطان :
+ أن الله وحده هو صاحب السلطان فهو الخالق العظيم القادر على كل شيء. وأنه فى محبته الكثيرة والغير محدودة لأبنائه الذين آمنوا به واعتمدوا على اسمه أعطاهم هذا السلطان الإلهي ، فالإنسان المؤمن يكون له سلطان على قدر قربه من الله .
+ كان ادم قبل السقوط له سلطان الهى على كل شىء لأنه كان قريبا جدا من الله ، ولكن بعد السقوط والبعد عن الله نتيجة الخطية  فقد الإنسان هذا السلطان , ولم يكن له سلطان على نفسه او على الشيطان او على الطبيعية..الخ
 + لقد اتى الرب يسوع الى الأرض لهدف مهم وهو: استرداد السلطان الالهى الذي سرقه إبليس من جنس البشر من خلال عصيان آدم في جنة عدن ،  فيسوع  ٌدعي آدم الأخير ، وبعد استرجاع وضمان الرب يسوع لهذا السلطان والقوة , أعطاه مجاناً لأيدي الناس الذين يؤمنون به ، أنا وأنت . 
+ هو سلطان الهى ، يمنحه الله بقوة اسم يسوع على إبليس وكل قوات الشر ..فقد قال الرب " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب (الأرواح الشريرة) وكل قوة العدو(الشيطان) ولا يضركم شيء" (لو10 : 19)  فأن ذلك السلطان يخص كل أولاد الله .!
+  للمؤمنين سلطان على إبليس ، ويستطيعون تحطيم قوته متى واجههم فى اى مكان او زمان فى حياتهم الخاصة او فى حياة أقاربهم او أحبائهم . فهم يمتلكون السلطان ، وسيكونون أحرارا من العدو لان لهم الحق فى ممارسة سلطانهم عليه . شكرا لله اننا نملك السلطان من خلال المسيح يسوع على الأرواح الشريرة ، وهذا السلطان يخص كل المؤمنين ، ، علينا ان ندرك بأننا فى المسيح يسوع نملك السلطان فعلا  ، ان الرب أعطانا هذا السلطان ويريدنا أن نستخدمه .!

 أولا :  الله  مصدر السلطان:
+ سلطان الله مطلق : مثل كل صفاته فله سلطان الحياة والموت وسلطانه على الأرض وعلى  السموات وعلى كل المخلوقات ..الخ "لان لك سلطان الحياة والموت فتحدر الى أبواب الجحيم وتصعد" (حك16: 13)
+ سلطان الله عظيم : الله قادر على كل شيء ، ولا يعسر عليه أمر ، وقوته وسلطانه عظيم جدا  "عظيم هو ربنا وعظيم السلطان.." (مز147: 5) ولا ندرك عظائمه  "(الله) الفاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد"(أى5: 9)
+ الله يعطينا السلطان: من محبة الله لنا انه خلقنا على صورته ومثاله وأعطانا سلطانه وقوته ..الخ" فان سلطانكم من الرب وقدرتكم من العلي الذي سيفحص أعمالكم ويستقصي نياتكم" (الحكمة6 : 4) الله نفسه هو القوة التى يرتكز عليها سلطاننا ، ومن صلوات القداس الالهى "ورسمت فىّ صورة سلطانك .." وقال القديس مار اسحق "بالروح القدس ننال قوة لنقاتل ضد شهوات الخطية والشيطان".!

ثانيا : الرب يسوع معطى السلطان  :
+ سلطانه فى السماء وفى الأرض : حيث انه هو الإله المتجسد فله السلطان الالهى فى السماء والأرض وعلى كل الخليقة " فتقدم يسوع وكلمهم (تلاميذه) قائلا دفع الي كل سلطان في السماء وعلى الأرض.." (مت 28 : 18)
 +سلطانه على مغفرة الخطايا : حيث انه قد أتم الفداء وخلص البشرية من عقوبة الخطية فله وحدة سلطان مغفرة الخطايا " لكي تعلموا إن لابن الإنسان (المسيح) سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا .."(مت 9 : 6)
+ سلطانه فى التعليم : فتعاليمه إلهية سامية  "لأنه(المسيح) كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة"(مت7: 29) فقد جاء ليكمل الشريعة والوصايا ..
 سلطانه فى شفاء الأمراض : شفاء جميع  الأمراض الجسدية والنفسية والروحية "وكانت قوة الرب (يسوع) لشفائهم"(لو 5: 17) ومن حنانه ومحبته للمرضى والمتألمين "والمحتاجون الى الشفاء شفاهم" (لو9 : 11)
+ سلطانه على الشيطان والأرواح الشريرة: وحطم جبروته على البشر ، وأخرجه وطرده هو وأرواحه الشريرة من جميع الذين تسلط عليهم  ، وحرر الناس من قيوده  "لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة (الشياطين) فتخرج"(لو4: 36)
+ سلطانه الدينونة : من سلطانه الالهى أن يدين المسكونة بالعدل ويجازى كل واحد كأعماله ، وذلك فى اليوم الأخير.. ""لان ألآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن (المسيح)... وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان " (يو 5 : 22،27) "يسوع المسيح الذي له المجد والسلطان الى ابد الآبدين آمين"(1بط 4 :  11)
+ أعطانا سلطانه : فقد قال "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء" (لو 10 : 19) يلزمنا أن نخضع لله ونقاوم إبليس فلا يكون له سلطان علينا بل يهرب أمامنا  " فأخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم"(يع4: 7) قال القديس يوحنا الدرجى "اجلدوا أعداءكم (الشياطين) باسم يسوع  فليس هناك فى السماء او الأرض سلاح أقوى منه"!
  ثالثا : سلطان الكنيسة   :
+ سلطان الخدمة : السلطان الذى منحة الرب يسوع لتلاميذه وبعدهم أباء الكنيسة وخدامها للكرازة والخدمة والرعاية ..الخ "وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16 : 15)
+ سلطان الشفاء وإخراج الشياطين : لقد جاء المسيح لكى ينقض أعمال إبليس ويحرر النفوس من قبضته وقد أعطى هذا السلطان لكنيسته متمثلا فى رعاتها وخدامها  "ودعا تلاميذه ألاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء أمراض" (لو9 : 1) لذلك تمارس الكنيسة سر مسحة المرضى ؛ الذى يشفى الإمراض الروحي  والنفسية والجسدية حسب مشيئة الله .
+ سلطان بناء المؤمنين : بناء النفوس وإعطاء الرجاء فى محبة الله وليس اليأس من رحمة الله ، وبناء النفوس روحيا ..الخ فهذا هو رسالة الكنيسة فى الوعظ والتعليم والرعاية ..الخ وهذا ما واضحة بولس الرسول فى رسالته" بسلطاننا الذي أعطانا إياه الرب لبنيانكم لا لهدمكم.."(2كو 10 :  8)
  + سلطان الغفران للتائبين : إن الله أعطى سلطان المغفرة لتلاميذه وبعدهم رعاة الكنيسة "من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20 : 23) فأن  الله هو الذى يغفر الخطايا باستحقاق دم المسيح الذى ينقله الروح القدس للتائب بعد إقراره بخطاياه  أمام أب الاعتراف الذى يطلب له الغفران من الله ويقول له " الله يحالك من فمى بروحه القدوس" .
رابعا : سلطان القديسون :
+ سلطان الرسل : قد أعطى الرب يسوع السلطان للتلاميذ والرسل " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض  وكل ضعف" (مت10: 1)  وقد استخذوا هذا السلطان فى إخراج الشياطين من الذين بهم الأرواح الشريرة وشفاء المرضى " حتى كان يؤتى عن جسده (بولس) بمناديل او مآزر الى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة منهم" (أع19: 12) لقد كان سلطان الرسل مستمد من عظم إيمانهم بقوة الرب يسوع ، فى اختبار حى .!
+ سلطان الآباء: وعلى مر العصور قد مارس القديسون هذا السلطان الالهى فى إخراج الشياطين وتحرير النفوس التى قيدها إبليس والشفاء وعمل المعجزات التى تبث الإيمان حتى كثيرين من غير المؤمنين امنوا عندما شاهدوا القوة والسلطان الذى كان للقديسين والشهداء . قال القديس انبا انطونيوس " أوثق الرب إبليس لعصفور حتى نسخر منه ، وعه الحيات والعقارب (الأرواح الشريرة) حتى ندوسها تحت أقدامنا ..لا يجب ان نخاف منها ، فكل أعمالها باطلة بنعمة المسيح." امنوا فنالوا  نالوا السلطان ، هزموا الخوف ، غلبوا الألم ، اخضعوا الطبيعة ، وزجروا المرض ، غلبوا كل قوات العدو ..الخ ! 
خامسا  :  سلطان  المؤمن :
    + ما هو السلطان: لقد أعطانا هذا السلطان الرب يسوع عندما قال " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء." (لو 10 : 19) والرب يقصد " الحيات والعقارب "  كل قوة الشيطان والأرواح الشريرة ، فمن صلاة الشكر نصلى قائلين " لأنك أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.." ولا يسعنا إلا أن نعطى المجد لله على السلطان الذى فوضنا به من خلال الرب يسوع قال القديس يوحنا الدرجى "اجلدوا أعداءكم (الشياطين) باسم يسوع  فليس هناك فى السماء او الأرض سلاح أقوى منه"!
V + السلطان بالمسيح :  فى مصارعتنا مع إبليس ينبغي أن لا يغيب عن بالنا أبدا إن لنا سلطان عليه لأنه عدو مهزوم ، فقد هزمه لنا المسيح يسوع " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (اف 6: 12) شكرا لله اننا نملك السلطان من خلال المسيح يسوع على الأرواح الشريرة ،. لكن الشيطان لا يريد أن يتعلم المسيحيون شيئا عن سلطان المؤمن ، لأنه يريد أن يواصل دحرنا متى يشاء . قال القديس انطونيوس     " لنحتقر الأرواح الشريرة بلا خوف ... لنحتقر الشيطان المضل أكثر وأكثر."! 
   قال القديس أنبا انطونيوس " بذكرنا المسيح المصلوب (بأيمان) نجبر الأرواح الشريرة على الفرار.. حيث توجد إشارة الصليب (بأيمان) يضعف السحر وتتلاشى قوة العرافة ." !   
سادساً :  مفاعيل السلطان: 
1-    سلطان على النفس : كما اوضح المسيح سلطانه على نفسه " لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا" (يو 10: 18) أن تكون رقيبًا على نفسك ، لا تجعل شيئًا من تصرفاتك أومن نواياك يفلت من مراقبتك" مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (ام 16 : 32)  راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا ، راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات ، راقب عادتك لأنها ستصبح طباعا ، راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك   "مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه"(ام 25: 28) نحن أقدر على محاسبة أنفسنا لا غيرنا ، ونعرف جميع خباياها، وجميع نواياها، وجميع ظروفها وأحوالها  "لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (مر8: 36) قال القديس مقاريوس الكبير "احكم يا أخي على نفسك ، قبل أن يحكموا عليك." !
2-  سلطان على الشر : أن القلب هو مصدر الخطية  لذلك عمل السيد المسيح على تقوية الإرادة فى القلب ، وكراهية الخطية فى القلب ، ومؤازرة النعمة له فى القلب .. فعمل المسيحى المستمر هو تنقية القلب الذى يعاين الله " قلب الانسان يغير وجهه اما الى الخير واما الى الشر" (سيراخ 13: 31) فانه يوجد طريق للخير نسير فيه  وطريق للشر نتجنبه  "حد عن الشر واصنع الخير اطلب السلامة واسع وراءها" (مز34 : 14)  ومن شروط فعل الخير والبر : أن يكون فى الخفاء ، بدون رياء ولا كبرياء وبسخاء وباتضاع  وبمحبة  وبدون ، وبدون طلب مقابل ( لا خوفاً من عقاب ولا طمعاً  فى ثواب ) "ايها الحبيب لا تتمثل بالشر بل بالخير لان من يصنع الخير هو من الله ومن يصنع الشر فلم يبصر الله" (3يو  1 :  11)
3-   سلطان على الشيطان: لقد أعطانا هذا السلطان الرب يسوع عندما قال "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء." (لو10 : 19) والرب يقصد "الحيات والعقارب" كل قوة الشيطان والأرواح الشريرة ، فمن صلاة الشكر نصلى قائلين  " لأنك أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.." إن سلطان المؤمنين هو مستمد من سلطان المسيح الذى قال " دفع الىّ كل سلطان فى السماء وعلى الارض"(مت28: 18) وحيث أن المسيح هو رأس الكنيسة " إن المسيح ايضا رأس الكنيسة  وهو مخلص الجسد" (اف 5 : 23)  فان المسيح يمارس سلطانه من خلال جسده اى الكنيسة، فقد فوض سلطانه للكنيسة التى هى جماعة المؤمنين  فقد قال" وهذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي  ويتكلمون بالسنة جديدة . يحملون حيات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم" (مر16: 15 ،16) وهذا السلطان يخص كل أولاد الله ، علينا ان ندرك بأننا فى المسيح يسوع نملك السلطان فعلا ، قال يوحنا ذهبى الفم " قل باستمرار  "اجحدك يا إبليس" فليس شيء يعطى الأمان أكثر من هذه الكلمة كعصا ولن يقدر إبليس أن يؤذيك أبدا."
      صلاة                                
ايها الآب السماوى                       


يا مصدر السلطان فى الارض والسماء  
لقد اعطيتنا جزءاً من سلطانك .   
              وهذا السلطان يتحقق بيسوع المسيح                   
 الذى اعطانا السلطان على كل قوات الشر.   
يارب هبنى هذا السلطان
لكى احيا منتصراً على الشيطان والخطية.
ففى المسيح استطيع كل شيء
الذى يقوينى فى إيماني ومحبتي وخدمتي .
اعطى هذا السلطان لكل اولادك
حتى يكونوا غير مستعبدين لإبليس او الخطية
لأنك انت محرر كل النفوس .
اكتب اسم عبدك فى سفر الحياة الأبدية
واجعلنى أهلاً للسكنى فى سماك.
لأن لك القوة والمجد والسلطان الى الأبد
امين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق