وعود الله

وعود الله

وعد الخلاص

اعداد: ميشيل نجيب دميان

+  تعريف :
+ فى اللغة العربية ، الخلاص: الانقاذ ، النجاة ، التحرر
+ فى اللغة اليونانية، الخلاص: Soteria
+ فى اللغة الانجليزية ، الخلاص: Salvation

مفهوم الخلاص:
+ إن الله خلق الإنسان على أحسن تقويم دون عيب أو شر، وكان مقامه في جنة، وكان على علاقة طيبة بالله، وأن الشر دخل إلى الإنسان بغواية إبليس، فتغيرت حياته بالكامل كما تغيرت علاقته بالله. 

لقد حسد إبليس الإنسان على كماله ومجده فى الجنة  لذلك عمل على إفساد علاقة الإنسان  بالله ، وبحيلته ودهائه استطاع أن يُسْقِط الإنسان في العصيان، ويخرجه عن طاعة الله ، ويجلب عليه غضبه ويوقِعه تحت طائلة العقاب الإلهي.
+ أما نتائج السقوط فكانت انفصال الإنسان عن الله، طرده من الفردوس ، عبوديته لإبليس ، وقوعه تحت سلطان الخطية ، خضوعه لحكم الموت الأبدي، مصيره إلى الهاوية مكان الظلمة وانتظار العذاب.
 +هذه الصورة المحزنة التي وصل إليها الإنسان بسبب انفصاله عن الله ، وعبوديته لإبليس والخطية والهاوية والموت الأبدي، تشير بقوة إلى مدى احتياجه لمن ينقذه ويخلصه منها ويُرجِع إليه صورته الأولى وهذا ما نطلق عليه حاجة الإنسان إلى الخلاص.
+ والخلاص هنا يعني التحرير والعتق من العبودية.  والمستعبِد الرئيسي هنا هو الموت الذي تسلط على جميع البشر، والذي أصبح السلاح في يد إبليس الذي يشتكي به أمام الله على جنس البشر بسبب خطاياهم وتعدياتهم ، فإذا سقط هذا السلاح من يد إبليس فسوف تنكسر شوكته وينعدم سلطانه على أرواح البشر التي كان يتلقفها بعد خروجها من أجسادها ليلقي بها في الهاوية والجحيم السفلي.  وقد جاء السيد المسيح إلى العالم وتمم هذا الخلاص بإبادته الموت بموته نيابة عن كل البشر ، وفتح الفردوس وطريق الحياة الابدية لجميع المؤمنين بخلاص المسيح والفداء .

 أولا :  الله  مصدر الخلاص:
  +رب الخلاص : نجد أن اللـه هو رئيس الخلاص فاللـه يخلص شعبة ، وهو وحده الذي يقدر أن يخلصهم  فهو رب الخلاص " انا انا الرب و ليس غيري مخلص" (اش43 : 11) وقد ظهر خلاص الرب فى احداث كثيرة جدا فى العهد القديم  والعهد الجديد وحتى الان .
+ يخلص من الاعداء : أعظم حادث ظهر فيه الخلاص من الاعداء هو حادثة الخروج (خر 40:12-31:14) فكانت كلمات موسى "قفوا وانظروا خلاص الرب(خر 13:14) خلاصهم من عبودية فرعون بتدخل من اللـه عند البحر الأحمر،""لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم(تث20: 4) فترك طابعه على كل الفكر اليهودى فيما يتعلق بطبيعة اللـه وعمله فى خلاصهم من الاعداء ، فكانوا يترنمون به في العبادة  ويقصونه على أولادهم  ويحفظونه عيدا ًلهم (خر 3:13-16)
+ يخلص من الضيق : نجد الله دائما يخلص من الضيقة  وينجى من الشدة  "فان الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق(سيراخ 2 :  13)  لذلك يترنم المرنم بخلاص الرب فيصرخون الى الرب في ضيقهم ومن شدائدهم يخلصهممز107: 28) وظهر خلاص الله  للثلاث فتية وملاكه خلصهم من اتون للنار .. فأن الله يخلص فى كل الضيقات والتجارب.. " في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الايام ألقديمة" (اش63 : 9)
+ يخلص ألمظلومين : الرب اله العدل يدافع عن المظلومين ويخلصهم من ظالميهم .." الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين "(مز 103 : 6) وانتظار الرب  "لا تقل اني اجازي شرا انتظر الرب فيخلصك"(ام20 : 22)
+ الله يريد الجميع يخلصون : ارادته الصالحة خلاص جميع الناس "..مخلصنا الله الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون" (1تي 2 :  4) فهو المخلص لكل البشر من كل شر ومن سلطان الموت وسلطان ابليس ..الخ  وهذا هو  خلاص الرب الشامل الذى اتمه الرب يسوع " لان الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح" (1تس  5 :  9)

ثانيا : يسوع المسيح المخلص :
+ الخلاص بالمسيح كان ضروريًا ألا يتجسد أحد أخر سوي الله الكلمة نفسه " لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك" (مت 18 : 11) لأنه بذبيحة جسده وضع نهاية للحكم الذي كان ضدنا وكما وضع لنا بداية للحياة برجاء القيامة الذي أعطاه لنا "فمن ثم يقدر ان يخلص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عب 7 : 25) اذ انه هو الاله المتجسد فأن خلاصة غير محدود ويخلص الجميع من ادم حتى نهاية العالم لكل من يؤمن به "ليس بأحد غيره الخلاص لان ليس اسم اخر تحت السماء قد اعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص(اع4:  12)
+ يخلص من عقوبة الخطية : لان عقوبة الخطية هى الموت "اجرة الخطية هى الموت "(رو6: 23) فالرب يسوع على الصليب فدانا من عقوبة الخطية واحتمل فى جسده عقوبة خطايانا ليطلقنا مبررين " والرب قد وضع عليه اثم جميعنا "(أش53: 6) فى كفاية دم المسيح الذى يرفع عنا العقوبة التى نستحقها " ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب(رو5: 9) ان الخلاص قد  تم بدم المسيح على الصليب ولكن نقل هذا الخلاص يتم بأسرار الكنيسة كالمعمودية والتوبة والاعتراف ..الخلاص الذي نطلبه هو خلاص من الخطية عموماً، ومن الدنس عموماً، سواء كان من الجسد أو من الروح .
+ يخلص من سلطان ابليس : كانت البشرية منذ خطية ادم واقعة تحت سلطان الشيطان ، وكان خلاص المسيح هو تخليص البشرية من سلطان ابليس " لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين" (اع 26 : 18) فقد جاء المسيح لكي ينقض أعمال إبليس ويعطينا النصرة عليه فهو عدو مهزوم " ها  أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو (الشيطان) ولا يضركم شيء"(لو10: 19) يلزمنا أن نقاوم إبليس فلا يكون له سلطان علينا بل يهرب منا بمعونة المسيحفأخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم "(يع4: 7)

ثالثا: وسائط الخلاص :
1- المعمودية : ان  خطة الله للخلاص تقتضي ممارسة سر المعمودية كقناة شرعية، ووسيلة حتمية لسريان بركات الصلب والخلاص للإنسان، ولهذا قال السيد المسيح: "من آمن واعتمد خلص(مر16:16) ويسبق المعمودية الايمان بخلاص المسيح وترتبط المعمودية بالتوبة  لكى تغفر الخطايا ونوال الروح القدس "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس(أع38:2) فبالمعمودية ايضا تبنى لله ،  قال القديس اكليمنضوس " إذ نعتمد نستنير  وإذ نستنير نتبنى  وإذ نتبنى نكمل.."
2- التوبة التوبة لازمة للخلاص إذ بدونها يهلك الإنسان، كما وضح الرب يسوع "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون(لو3:13). إن التوبة هي التي تنقل استحقاقات دم المسيح في المغفرة ، فالخلاص مقدم للكل ودم المسيح كافي للكل. ولكن لا ينال منه إلاَ التائبون قال القديس اغسطينوس " مع سر التوبة والاعتراف ينال المؤمن الحقيقي التائب غفراناً لخطاياه فيتقدم لهذا السر(التناول) لينال ثباتًا واتحادًا مع الرب... هذا مع غفران خطاياه"
3-  التناول قال المسيح عن هذا السر المقدس "خذوا كلوا هذا هو جسدي . وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" (مت6:26،27) هناك خلاص نناله في التناول إننا نقول في القداس الإلهي عنه  " يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمَنْ يتناول منه. "  وما الذبيحة المقدسة في سر الأفخارستيا (التناول) سوى امتداد لذبيحة المسيح فلا يمكن أن نخلص من خطايانا بدونها ، ففي سر التناول ينال المؤمن غفراناً لخطاياه الفعلية التي قدم عنها توبة في سر الاعتراف ، وينال ثباتا في الربقال القديس اغسطينوس "الاستحقاق للتناول من جسد الرب ودمه هو الشعور بعدم الاستحقاق مع ثقة وإيمان في قدرة هذا السر أن يقيم ويعين ضعفنا"

رابعا : مفاعيل الخلاص :
1- خلاص نلناه : الخلاص من الخطية الجدية وسلطان ابليس بدم المسيح : بالإيمان والمعمودية والميرون .. " من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن"(مر16: 16) فالخلاص هبة مجانية من اللـه البار عاملا ًبالنعمة نحو الخاطئ غير المستحق، ولكنه بعطية الإيمان يتكل على بر المسيح الذي فداه بموته وبرره بقيامته  " الذي اسلم من اجل خطايانا واقيم لأجل تبريرنا "(رو4:25) ان الحاجة إلى الخلاص لهي حاجة عامة وحاجة هامة. حاجة عامة لجميع البشر، وحاجة في كل زمان وكل مكان. وحاجة هامة لأنها تتعلق بمصير الإنسان الأبدي هل في سعادة ابدية أم في شقاء ابدي.
2- خلاص نحياه : التمتع بخلاص المسيح بوسائط النعمة والخلاص : بالتوبة والاعتراف والتناول والصلاة .." تمموا خلاصكم بخوف ورعدة " (في2: 12) أن الخلاص هو الولادة من اللـه ، وامتلاك الحياة في المسيح ، والسلوك في نور اللـه وحقه ، عالمين أننا به نحيا، وأن اللـه يحيا فينا .. "ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون(اف 2 : 5) فالخلاص هو عملية حيوية ملموسة ، عملية تغيير وانتقال من حالة إلى حالة افضل بما لا يقاس. الانتقال من الموت إلى الحياة ، الانتقال من الظلمة إلى نور الله العجيب.
3- خلاص نترجاه : الخلاص من جسد الفساد والعالم الفاني ، ونوال جسد القيامة الممجد ومجد السماء الأبدي.. "ويخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين" (2تي4: 18) المقصود بالخلاص هنا الخلاص الأبدي فى حياة القداسة فى السماء بيت الآب السماوى والتمتع بالسعادة الابدية  "..عند استعلان يسوع المسيح  ذلك وان لم تروه تحبونه ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد(1بط1: 8) قال القديس موسى الاسود "عد نفسك للقاء الرب فتعمل حسب مشيئته افحص نفسك هاهنا واعرف ماذا يعوزك فتنجو من الشدة في ساعة الموت و يبصر اخوتك اعمالك فتأخذهم الغيرة الصالحة"
                                  صلاة
ربى والهى ومخلصى يسوع المسيح
كنز الرحمة ونبع الخلاص
يا من اعطيتنا الخلاص بدمك على الصليب
وتريدنا ان نتوب ونرجع اليك
آتى اليك مقراً بذنوبى وآثامي .
اسألك ياربى يسوع ان تغفر خطاياي
وتقدس قلبى وحياتى
اجعلنى اعيش لك وحدك كل ايام حياتي .
هبنى احساساً برحمتك لى
لأقول طوبى لمن غُفر اثمه وسُترت خطيته
وأكون فى امان من الدينونة العتيدة .
وهب لى آخرة صالحة ترضيك 
اكتب اسمى فى سفر الحياة
كى يكون لى نصيباً مع كافة قديسيك
  لك القوة والمجد الى الأبد

آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق